من عجلات العربات الخشبية إلى إطارات اللاندكروزر

بين الحين والآخر يطرح رواد الأعمال في مجال تطوير النقل والمواصلات سؤال قد يبدو عادياً، إلا أنه في حقيقة الأمر منعطف تاريخي في حياة البشرية، فـ من عجلات العربات الخشبية إلى إطارات اللاندكروزر: كيف تغيرت حياتنا؟ هل لذلك القرص الدائري البسيط دور في وصول البشرية لما وصلت إليه اليوم!؟ هل كان للعجلات دور مهم في حياتنا كبشر؟ السؤال الأهم والأغرب هل سترافقنا الإطارات طويلاً في رحلتنا الأرضية أم أنها ستزول يوماً ما؟

قبل أن نجيب عن هذه الأسئلة التي قد تبدو بسيطة في ظاهرها إلا أنها تحمل في طياتها عالماً وكوناً موازياً، دعنا نفاجئك أنه حتى هذه اللحظة ما زالت دول العالم تتنازع على شرف هذا الاختراع، والجميع يدعي أن أول عجلة دائرية في التاريخ قد ظهرت على أرضه، والسبب في ذلك أن العجلة الدائرية بالرغم من بساطتها إلا أنها غيرت خارطة العالم بالمعنى الحرفي، فلولاها لما تمازجت الأعراق!

أهم المنعطفات التاريخية في حياة البشرية:

إن من الحقائق الصادمة التي يجهلها الكثير من الناس، أن التطور والحداثة فطرة إنسانية، ومنذ خلق آدم عليه السلام وحتى يومنا هذا بقي الكمال والسعي لبلوغ القمة أولوية لدى البشر، فكان هدف جميع الشعوب والحضارات والأمم عيش حياة أقرب ما تكون من الجنة.

وبهذه الفطرة وهذه العقلية الفريدة ظهرت في حياة الإنسان اختراعات واكتشافات كثيرة، كانت السبب في وصلنا لما وصلنا إليه اليوم من تطور وحداثة، ولعل أهم هذه الاكتشافات ما يلي:

1.   أدوات الصيد والأدوات الحادة:

لا أحد يجهل العلامة الفارقة التي أحدثتها أدوات الصيد والأدوات الحادة في التاريخ البشري، ففي الفترة الأولى من حياته كان الإنسان نباتياً يقتات على النباتات الموجودة بالقرب من مخبأه، إلا أن تغير المناخ وتبدل البيئة دفعه لاتخاذ نمط غذائي جديد، فوجد نفسه أعزلاً وضعيفاً أمام عظمة المملكة الحيوانية، التي يعتبر التخفي والدفاع عن النفس من أهم سماتها، فبدأ يطور أدوات بسيطة تساعده في عملية الصيد ومقارعة الكائنات الأخرى، فكان لتلك الأدوات الدور الأهم في بلوغه قمة الهرم الغذائي الطبيعي.

كانت البداية بالحجارة والعصا وتلا ذلك المطرقة والرمح، ليصل الإنسان أخيراً لأداة عصرية وغريبة تدعى بمفهومنا الحالي “السكين”، تلك الأداة كانت الشرارة الأولى لما حدث من تغيرات فيما بعد، فهي سلاح الصيد والحرب والسفر والهجرة، ويعتبر البعض أن هذا الاختراع البسيط كان له الدور الأهم في ظهور الطبقية الاجتماعية والتفوق بين الدول، ولسنا في صدد شرح هذه الفكرة في هذا المقال، وسنكتفي بالقول أن هذا المفهوم مازال مستمراً إلى يومنا هذا، فسباق التسليح لا يخفَى عن أحد.

2.   اكتشاف النار:

تعتبر النار من البديهيات اليوم، إلا أن بعض الحضارات القديمة قد عبدوها من شدة إعجابهم بها ودهشتهم منها، وفي جميع الحضارات تعتبر النار عنصراً أساسياً من مكونات الوجود، فهي رفيق الإنسان منذ القدم، وبفضلها علم الإنسان أن لكل شيء في هذا الكون حل ونقيض، فحتى الظلام الذي كان كابوساً بالنسبة له قد قهرته شعلة نار صغيرة، لتتحول النار فيما بعد لأداة صناعية وحضارية مهمة نورها يسطع في معظم صناعات العالم.

3.   الزراعة هي اللبنة الأولى في بناء الحضارة:

بعض الفلاسفة قرنوا مصطلح المدنية والتحضر بالزراعة، فعندما عرف الإنسان حقيقة أن النباتات المحيطة به من الممكن أن يتدخل في نموها وانتشارها لمعت في رأسه فكرة أن ينشئ ما يسمى بالمملكة أو الدولة، ولم يعد الإنسان حينها بحاجة للهجرة والسعي في شتى بقاع الأرض للحصول على الغذاء، فقد أصبح الغذاء رفيقه أينما حل، ومن تلك اللحظة نشأت الحضارة البشرية.

4.   العجلات ورحلتها من أداة بسيطة لإله عظيم لدى الإغريق:

بالفعل العجلات والإطارات التي تعتبر من البديهيات اليوم استخدمتها بعض الحضارات كرمز يعبر عن الآلهة كاليونانيين القدماء، الذين رمزوا للتجدد والحياة المزدهرة بعجلة دائرية لها جناحين، فهذه الأداة البسيطة قد مكنتهم من أن يجوبوا أصقاع الأرض، لتتفق جميع الحضارات على هذه الفكرة، بأن العجلة كانت أول اختراع حول الكرة الأرضية لقرية واحدة، إلا أن المشكلة التي لم تحل منذ ذلك الوقت وحتى يومنا هذا: لمن ينسب هذا الاختراع الثوري؟ ومتى ظهرت العجلات أول مرة في التاريخ؟

العجلات لغز تاريخي قديم:

يظن البعض أن جملة العجلات لغز تاريخي قديم فرضية مبالغ فيها، إلا أن الحقيقة المستمدة من الدراسات التاريخية تؤكد هذه الفرضية، وبعيداً عن تعقيدات المراكز البحثية لنعد في الذاكرة لعام 1960 وبالتحديد لليوم الذي عرضت فيه أول حلقة من برنامج أطفال قديم كان غاية في الروعة في ذلك الوقت، برنامج الأطفال فلينستون The Flintstones.

إن المفارقة التي عمِلَ عليها هذا البرنامج والتي جعلت منه تحفة تلفزيونية خالدة، هي عرض المجتمع في العصر الحجري بطابع حداثي مميز، كل الأدوات التي نستخدمها اليوم كانت موجودة في ذلك البرنامج ولكنها مصنوعة من الحجارة أو الخشب، كالتلفاز والهاتف والكمبيوترات والسيارات أيضاً، وبعيداً عن الهزلية والخيال المطبق في ذلك المسلسل تعتبر العجلة الدائرية الحجرية حقيقة ورابط مشترك بين عالمنا اليوم وذلك الزمان الغابر، فقد خلصت الدراسات التاريخية أن العجلات قد ظهرت على هذه الأرض منذ ما يزيد عن 12000 عاماً! لتكون العجلات بالتحديد من أقدم الاختراعات التي عرفها الإنسان، حالها كحال الأدوات الحادة، وسنتعرف بالتأكيد على المراحل التي مرت بها العجلة وميزات كل مرحلة.

التنقل والمواصلات بين الماضي والحاضر:

تمكن الإنسان منذ قرون من ابتكار طرق للانتقال من مكان لآخر، وبالتأكيد الطريقة الفطرية والوحيدة التي كانت متاحة في البداية، هي الركض والسير على الأقدام، ليأتي من بعدها العربات البسيطة التي كانت تُجر وتُسحب على الأرض دون عجلات[1] وينسب هذا الاختراع بالدرجة الأولى للقبائل الأمريكية القديمة.

أما في المناطق الباردة استخدم البشر الزلاجات[2] وفي مراحل متطورة استعان البشر بالحيوانات الأليفة كالخيول والكلاب لجر هذه الأنماط البسيطة من الأدوات، وفي حضارات أخرى تم استخدام العربات التي كانت تُحمل على الأكتاف، ولعل الفراعنة هم من أشهر الحضارات التي استخدمت هذه الطريقة والبابليون أيضاً، ليتطور الإنسان أكثر فأكثر ونصل اليوم لطرق وأساليب قد تذهب عقل أجدادنا من سرعتها وتطورها، كالطائرات في السماء، والسفن  والعربات البرمائية في الماء، والسيارات والقطارات السريعة في البر، ليكون الاختراع الأشهر والعامل المشترك بين كل الأزمان هي العجلات.

1- https://en.wikipedia.org/wiki/Travois
2- https://en.wikipedia.org/wiki/Sled

ففي الوقت الذي كانت فيه القبائل الأمريكية القديمة تستخدم عربات الجر في آسيا توصل سكان تلك المناطق لاختراع العجلة، بل وتشير بعض الدراسات أن الفارق الزمني بين تواجد الإنسان على الأرض بصورته التي نعرفها واختراعه للعجلات؛ 200 عام فقط، ويعتبر هذا الزمن قصير جداً وبمثابة معجزة علمية، ليبقى السؤال الأهم: أين ومتى تم اختراع العجلات؟ وما الذي دفع الإنسان لاختراع شيء كهذا؟ وما هي الأدوات التي استخدمها بصناعتها؟

هذه الأسئلة الثلاث البسيطة احتاج الباحثون لقرن كامل من البحث والدراسة ليتمكنوا من الإجابة عنها، ومع ذلك يعتبر جوابهم غير كافٍ، والأهم غير واضح، وقد تم الإجابة عن هذه الأسئلة بالشكل التالي:

أين ومتى تم اختراع العجلات؟

حتى يومنا هذا لم يتمكن الباحثون من تحديد نقطة البداية، والسبب في ذلك ظهور أدلة تثبت اختراع العجلة في عدة تواريخ زمنية وفي مناطق عديدة ومختلفة من العالم، فحتى القبائل الأمريكية القديمة توصلوا لاختراع العجلة في الوقت الذي كانوا يستخدمون فيه عربة الجر عديمة العجلات، أي أنهم استخدموا طريقتين في النقل، وفي الهند والصين وشرق آسيا ظهرت العجلات وفي الوقت ذاته أيضاً.

أما الحقيقة الأغرب ظهرت حينما عُثر على قرص دائري حجري يعود للعصر الحجري الحديث، وقد قُدر عمر ذلك الحجر ب 12.000 عام، وما زاد غرابة ودهشة العلماء العثور على محور خشبي يعود للتاريخ ذاته، ليتبين أن الإنسان قبل الميلاد ب 10.000 عام قد اخترع العربة التي تسير بالعجلات، ولكن بصورة بسيطة لا ترقى لمستوى أن يطلق عليها اسم عربى، لكن نستطيع القول أن برنامج الأطفال فلينستون لم يكذب ولم يبالغ حينما صور الإنسان الحجري وهو يقود العربات في ذلك العصر، فالأقراص الحجرية الدائرية أو كما نسميها اليوم “بالعجلات”، كانت موجودة في ذلك العصر ولكن بشكل آخر بسيط، بعيداً عن فكاهة وخيال كاتب ومخرج فلينستون  The Flintstones.

وخلاصة الأمر: حتى هذه اللحظة لم نستطع تحديد متى وأين ظهرت العجلات للمرة الأولى، وما يزيد الأمر تعقيداً أنه بين الحين والآخر يظهر دليل جديد يثبت أن العجلات اختراع قديم قِدَمَ الإنسان، ومازالت نشأت هذا الاختراع وتاريخه مجهولاً حتى يومنا هذا.

ما الذي دفع الإنسان لاختراع العجلات؟

كما أسلفنا سابقاً فإن الحداثة والتطور والسعي لبلوغ الكمال سلوك فطري لدى الإنسان، ويرى الباحثون أن الإنسان قد اخترع العجلة حينما واجهته المواقف التالية:

  1. الهجرة المستمرة وحاجة الإنسان لنقل متاعه البسيط بطريقة سلسة دون الحاجة لحمله عشرات ومئات الأميال.
  2. الزراعة التي فرضت على الإنسان طرق نقل جديدة لحمل المحاصيل وحمل مستلزمات الزراعة.
  3. حينما تمكن الإنسان من تربية كائنات كالخيول والكلاب وغيرها من الحيوانات المستخدمة في النقل، فرضت العجلات نفسها على الإنسان كضرورة ملحة وأسلوب حضاري جديد يساعده في التنقل بشكل أسرع.

وبشكل عام فهناك عشرات بل مئات الفرضية التي تتحدث عن الأسباب التي دفعت البشر لاختراع العجلات، إلا أن أبسطها وأشهرها هي هذه الفرضيات الثلاث.

ما هي الأدوات التي استخدمها الإنسان لصناعة العجلات؟

يعتبر البعض أن الاهتمام بالأدوات التي استخدمها الإنسان لصناعة العجلات أمر ثانوي، إلا أن معرفة طريقة صنعها في والأدوات التي استخدمها في كل مرحلة، يساعدنا في فهمة طبيعة وتطور المجتمعات في كل مرحلة، بل ويعرض لنا التدرج الحاصل والتطور في هذه الصناعة، فقد كانت البداية بعجلة حجرية، أما اليوم فالمنافسة في أشدها لتطوير الإطارات وابتكار طرق جديدة أكثر فاعلية من الهواء، وبالتأكيد فيما يلي ستتعرف على أهم التقنيات التي توصل إليها البشر ومستقبل الإطارات أيضاً.

تطور العجلات والإطارات وأهم المحطات التاريخية التي مرت بها

إن الشكل الحالي للإطارات اليوم ما هو إلا نتيجة رحلة طويلة مرت بعشرات المراحل التي مازالت مستمرة منذ آلاف السنين، إلا أن هناك بعض النقاط شكلت منعطفاً تاريخياً في هذه الصناعة، والتي من الممكن تقسيمها للمراحل التالية:

1. العجلات الحجرية:

تعتبر هذه المرحلة غامضة بشكل شبه كامل، والسبب في ذلك عدم وجود دليل يؤكد بأن الإنسان الحجري القديم قد حول الحجارة والصخور لعجلات يستفيد منها في عملية النقل، واقتصرت الأدلة على عدد قليل من الأدلة والمشاهدات الأثرية، وبالتالي لم يكن الأمر شائعاً في ذلك العصر، بل هو نتاج فردي قام به بعض أبناء ذلك الجيل الغابر الذي انتهى قبل الميلاد ب 9000 آلاف عام، ويعزى ذلك لأن عملية نحت الصخر والحجارة ليست بالعملية السهلة، إضافة لوزن الصخر العظيم مقارنة بحجمه، وبالتالي لم يجد الإنسان القديم جدوى من اختراع كهذا.

2. العجلات الفخارية:

ما يميز العجلات الفخارية عن سابقتها الصخرية وجود عشرات الأدلة التي تثبت استخدامها في الحضارات القديمة وقبل الميلاد، وقد عثر على آثار وأدلة في العراق واليونان ومصر وأوروبا وأفريقيا، وجمعيها تؤكد استخدام الإنسان لهذه العجلات، إلا أنها لم تستخدم في عمليات النقل ذات الحمولة الكبيرة والمتوسطة، وإنما لنقل الأفراد أو لنقل أشياء بسيطة ذات وزن منخفض.

3. العجلات الخشبية:

من هذه اللحظة بدأت ثورة هذه الصناعة، فباكتشاف واختراع العجلات الخشبية تفنن الإنسان في عمليات النقل والسفر والهجرة، وقد بدأت هذه المرحلة قبل الميلاد ب 4000 عام، وقد عثر على مجسمات صغيرة وألعاب بسيطة مزودة بعجلات خشبية ومحاور خشبية أو معدنية يعود تاريخها ل 1000 عام قبل الميلاد، تدل بأن الإنسان قد آلف صناعة العجلات لدرجة بات يصنعها في أشياء بسيطة كالألعاب والمجسمات الصغيرة.

4. العجلات المعدنية:

ظهور العجلات المعدنية كان مرحلة متممة للعجلات الخشبية، ومع هذا الاختراع الثوري ظهر مفهوم الصناعة بشكلها الحالي والقديم، فلك أن تتخيل أن يصل الإنسان لاختراع قرص دائري معدني من الممكن استخدامه في أي صناعة، وتؤكد الدراسات أن العجلات المعدنية قد ظهرت قبل 1200 عام من الميلاد، وذلك في الصين والهند والعراق وبلاد الشام ومصر وجنوب وشمالي أوروبا، إلا أن المنعطف الأهم في هذه المرحلة ظهور ما يسمى بالقطار البخاري، الذي اعتمد بشكل أساسي على العجلات المعدنية والسكة الحديدية، وكان أول وسيلة تنقل سريعة ومثالية.

5. الإطارات:

أول مرة ظهر فيها مصطلح إطارات كان عند استخدام أشرطة من الجلد تم لفها حول العجلات المعدنية والخشبية وذلك في القرن السادس عشر بعد الميلاد، وقد كان الأوروبيون أول من استخدم هذه التقنية، وقد ساعدت الأشرطة الجلدية في تقليل الاحتكاك وزيادة سرعة العربات ذات الإطارات، إضافة لامتصاص الصدمات التي كانت تتلقاها العجلات في الطرق الوعرة.

وفي عام 1847 قدم الأسكتلندي روبرت ويليام طومسون أول عجلة هوائية، إلا أن اختراعه هذا لم يلقى قبولاً ورفضه المجتمع الغربي بالكامل، فكيف للهواء أن يتحمل الأوزان والأحمال!؟ ولم تلقى إطاراته القبول والرواج إلا بين أصدقائه ودائرته الضيقة من المعارف، ليتغير كل شيء عام 1888، حينما أبهر جون بويد دنلوب العالم باختراع الإطار الهوائي إلا أن في هذا الحدث مفارقة طريفة لا تصدق، فبعض الاختراعات بالرغم من أهميتها إلا أنها كانت وليدة الصدفة البحتة.

الطريقة الطريفة التي تعرف بها العالم على الإطارات:

عندما نستخدم مصطلح إطارات فنحن نتحدث عن نمط جديد ومرحلة جديدة لا يشبهها أي مرحلة في صناعة العجلات، فمصطلح عجلة يطلق على القرص الدائري المصنوع من الخشب أو المعدن وغير مزود بالهواء، أما الإطارات فهي القرص الدائري المصنوع من المعدن والمحاط بإطار مطاطية يحتوي على الهواء، ولكن بعد أن عرفنا الفرق بين العجلة والإطار، كيف اخترع البشر الإطار؟

طومسون اخترع ودنلوب حصد:

حتى يومنا هذا يطرح الوسط العلمي سؤالاً: لماً أديسون هو العالم الأشهر في حين أن طومسون هو من رسم العلم والعالم!؟ هذا السؤال لم يأتي من عبث، فالعالم الأسكتلندي روبرت ويليام طومسون اخترع عشرات بل مئات المنتجات التي كان لها آثر كبيراً في التاريخ البشري، ولكن لم ينتشر ولم يحصل على براءة اختراع سوى القليل من اكتشافاته.

ولعل أهم اختراعاته أدوات الكتابة والرسم، كقلم الحبر الذي من الممكن تفريغه وملئه، ويعتبر هذا الاختراع الذي قد تجده بسيطاً نقطة تحول فارقة في حياة البشرية، فيرى البعض أن قلم الحبر كان السبب في تسارع الاختراعات وتواليها، واختزال المدة التي تحتاجها الأبحاث من عقود وسنوات لشهور وربما أيام.

طومسون اخترع كل شي، محركات ورافعات وأجهزة بخارية، وقد كان مهتماً بالبلاستيك والألياف المرنة لتكون هذه الألياف مادة أولية سحرية بالنسبة له، وبطريقة ما توصل لاختراع الإطار الهوائي الذي يتألف من إطار مرن يحتوي بداخله على الهواء وقد دمج اختراعه هذا بالعجلات المعدنية والخشبية، فحصل على براءة اختراع بهذا الاكتشاف العظيم، إلا أنه اختراعه قوبل برفض كبير من المستثمرين والمستهلكين وذلك لأسباب عديدة، أهمها:

  1. لم تكن الإطارات عملية ومن السهل تمزيقها.
  2. صعوبة تقبل الفكرة من المجتمع الذي اعتاد على شكل الإطارات السابق.
  3. ثمن تلك الإطارات وتكلفتها التي لم يجد المجتمع طائلاً منها.

هذه التحديات دفعت طومسون لنشر اختراعه وترويجه ضمن دائرة علاقاته الضيقة، إلا أن المفارقة الحقيقية قد حدثت بعد ما يقارب الأربعين عام.

اللحظة التي أصبحت فيها الإطارات سلعة عالمية وحديث الساعة:

في عام 1888 في ايرلندا الشمالية قام الطبيب البيطري جون بويد دنلوب باختراع إطار هوائي، وفي حقيقة الأمر الإطار الذي اخترعه دنلوب كان متوافق تماماً مع اختراع طومسون، إلا أن ألياف المطاط التي استخدمها دنلوب كانت أكثر تطوراً من سابقتها، ولكن أين تكمن المفارقة؟

طومسون حينما اخترع الإطار كان اختراعه موجهاً ومحدداً ليكون شكلاً جديداً من أشكال العجلات، أما بالنسبة لدنلوب فقد كان الأمر مختلف تماماً، فقد عانى ابنه جوني البالغ من العمر عشر سنوات من متلازمة غريبة، فدون سابق إنذار يصاب بدوار شديد وغثيان يمنعانه من الحركة، وفي حالات أخرى يصاب بصداع في الرأس قد يستمر معه عدة ساعات وأحياناً أيام، فاقترح الطبيب على والد جون أن يعلمه ركوب الدراجة ثلاثية العجلات، وذلك بهدف تنشيط مراكز التوازن لديه، وبالتالي التخلص من أعراض الدوار والغثيان والصداع، حينها لمع اسم المخترع دنلوب.

دنلوب فكر بطريقة يجعل عملية قيادة الدراجة على الأراضي الوعرة أكثر سلاسة، وقد كان يستخدم المطاط في عمله وذلك في تجبير عظام الحيوانات، فبدأ العمل على تطوير إطار من المطاط، وبعد نجاحه في الأمر كان ابنه جوني أول مستفيد من هذا الاختراع، بل وكان الطفل أداة تسويقية حية، إلا أن الطبيب جون فاجان لم يسمح له أن ينعم بهذا المنتج وحيداً.

فقد شاركه الطبيب جون في تطوير الاختراع ولكن بشكل آخر مختلف، فالحقيقة التي لم يكن دنلوب على علم بها، أن الإطارات الهوائية كانت منتشرة في ذلك الوقت ولكن دون وجود معايير أو مقاييس محددة لها، فما هي إلا اختراع محلي وفردي منتشر بين الناس، وقد اقتصر استعمالها على الدراجات الهوائية فقط، أما العربات والسيارات الأولية فلم تعتمد عليها، لعدم ثقتهم بها والأمر الآخر لم يستطع أي أحد أن يقدم إطار متين، ليتشارك الطبيبان على اختراعهما، وتظهر إطارات دنلوب للعلن، بشكل يتنافى تماماً مع سابقته.

حيلة عبقرية للترويج لإطارات دنلوب الهوائية:

استمر الطبيبان الغير مهتمان بعالم الإطارات الترويج لاختراعهما المثالي، إلا أن الواقع الذي واجهاه لم يختلف عما واجهه طومسون، فالجميع اعتقد أن إطارات دنلوب حالها كحال أي إطار مصنع بشكل يدوي وبسيط، ليقترح الطبيب فاجان على شريكه دنلوب خطة عبقرية كان لها الفضل في تغير مسار صناعة الإطارات بشكل كامل.

فقد عرض الشريكان على راكب الدرجات الأيرلندي ويلي هيوم أن يستخدم إطاراتهم في سباق لركوب الدراجات تمت إقامته في انجلترا، ليقبل الدراج عرضهما بعد مفاوضات دامت أيام وأسابيع، وفي عام 1889 ذهل الدراج هيوم الجميع بأن فاز بالمركز الأول بفارق زمني كبير بينه وبين باقي الدراجين، وقال في أول تصريح له: “لولا إطارات دنلوب لما فزت في السباق”، لتكون هذه الجملة نقطة التحول الأعظم في تاريخ هذه الصناعة العالمية.

عالم الإطارات الهوائية مزيج فريد بين الثورة الصناعية وعالم الاستثمار:

في عام 1870 شكلت الثورة الصناعية الثانية منعطفاً تاريخياً في حياة البشرية، فلم تعد الطبقة الأرستقراطية هي المسيطرة على العالم، وقد تغير مفهوم الغنى والفقر، وبات من السهل على الجميع بناء الثورات، ففيما كان يبقى الغني غنياً حتى مماته، ويبقى الفقير عبداً حتى مماته، فقد كان الإقطاعيون هم المسيطرون على الاقتصاد، في حين أن المزارعين والعمال لم يكن لديهم أي مقومات النجاح المالي أو المهني، وبالتالي لا سبيل لتحقيق الثروة أو بناء اقتصاد مالي متكامل لا تحكمه الإقطاعية، لتأتي الثورة الصناعية وتغير مفاهيم العالم كما غيرت التكنولوجيا حياتنا اليوم.

لقد ركز رواد الثورة الصناعية على الاختراع والإبداع والابتكار، فظهرت الآلة وظهر ما يسمى بالصناعيين الجدد، فالحداد الفقير الذي كان منشغلاً في صناعة أفضل حدوة حصان، بات صاحب مصنع كبير وتحول تركيزه على صناعات أكثر دقة وأعلى كفاءة وذلك باستخدام الآلات، لتحدث الطفرة الاقتصادية في مختلف المجالات.

ومن مخرجات الثورة الصناعية المطاط، الذي كان اللبنة الأساسية في عالم الإطارات الهوائية، وبعد عمل مستمر وجهد جهيد للعديد من المخترعين وصلت الإطارات للشكل الأمثل، فأقبل المستثمرون بأموالهم على هذه الصناعة، وهنا ظهر مزيج فريد قد لا نبالغ لو وصفناه بأنه سيبقى مستمراً لمدة 200 عام من الآن على أقل تقدير!

أما سبب طرح هذه الفرضية الثورية التغيرات التي تحدث بشكل مستمر في هذ العالم، فلك أن تتخيل حجم التطوير الحاصل على هذه الصناعة منذ ما يقارب ال 150 عام، فاليوم لم تعد الإطارات حكراً على الدراجات الهوائية، بل باتت صناعة شاملة تبدأ بالسيارات الألعاب والعربات الصغيرة وتنتهي بالعربات التي يصل وزنها لعشرات الأطنان، وبالتالي فالاستثمار في الشركات التي تعمل في هذا المجال يعتبر مضمون النجاح على المدى البعيد، ولكن ما أهم المنعطفات التي مرت بها هذه الصناعة؟

أهم المنعطفات التي مرت بها صناعة الإطارات الهوائية:

مع بداية الألفية الجديدة ظهرت العشرات من الاختراعات والإضافات الرائعة لعالم الإطارات، ولكن السؤال: كيف كانت البداية؟ أو ما هي الإضافات التي أحدث فارقاً في هذه الصناعة في بدايتها؟

تشابك ألياف الإطارات

في عام 1905 ابتكرت شركة ميشلان نمط جديد من الألياف ساعدها بعد 3 سنوات من الدخول لعالم النقل والحمولات الكبيرة، وفي عام 1908 صرحت شركة ميشلان: “بات الآن من السهل على العالم إنتاج سيارات وعربات عملاقة”، ولم تكتفي شركة ميشلان بهذا التصريح بل شاركت في العديد من الاستثمارات لتطوير سيارة الشحن والنقل الكبيرة، وذلك وفق مفهوم اقتصادي بحت، ففي حال ظهرت الشاحنات والحافلات الكبيرة، يعني ذلك ازدهار خط جديد من الإطارات، وبالتالي أرباح أكبر وريادة في مجال لم تكن الشركة الأخرى قادرة على دخوله.

أما الألياف التي اعتمدتها الشركة فقد كانت عبارة عن طبقات من الألياف المختلفة في الاتجاه، وبنيت الألياف بشكل متصالب ومتعامل ومتداخل في ذات الوقت، مما منحها صلابة وقوة مكنها من تحمل أوزان كبيرة.

المطاط الصناعي المقاوم:

في عام 1931 تمكنت شركة DuPomt من تطوير نوع من المطاط الصناعي المرن وفي ذات الوقت غير قابل للتمزق، وبالتالي تحمل أوزان أكبر وكانت هذه الخطوة تمهيداً حقيقي لظهور للمعدات الثقيلة، فشركات عربات النقل والحفر وأعمال البناء كشركة “كاتربيلر” اعتمدت بشكل أساسي على الإطارات المصنعة من المطاط الصناعي المتداخل مع أسلاك وألياف معدنية، ومن هذه الفكرة نعي أهمية ومكانة الإطارات في عالم المال والأعمال والصناعة الثقيلة.

الإطارات الشعاعية:[3]

أيضاً كان لشركة ميشلان الدور الأهم والأكبر في هذا النوع من الإطارات، وقد كانت بدايتها مع عام 1948، فقد طورت هذه الإطارات نمطاً جديداً وفريداً لم يكن معروفاً من قبل، حيث جمعت بين المتانة والقوة والمرونة على الطرقات، وفي ذات الوقت تحملها لضغط الهواء وقوة وحرارة الاحتكاك مع الأرض، لكن الميزة الأهم التي أضافتها الإطارات الشعاعية هي المرونة في التحكم بالسيارات والقدرة على الالتفاف بشكل مرن وانسيابي.

ووجب التنويه لأمر هام، أن تصميم الإطارات الشعاعية الذي يعتمد على حزام سميك وضام من الألياف المرنة التي تحيط بقوة بطبقات الإطار الأخرى، كان من أهم المميزات والإضافات في عالم صناعة الإطارات، وهو اللبنة الأولى لما تبعها من تحسينات فيما بعد.

تجربة شركة فايرستون:

في عام 1977 جربت شركة فايرستون نمطاً جديداً من الإطارات، حيث استعملت تصميم وشكل الإطارات الشعاعية ولكنها في الوقت ذاته استبعدت الحزام السميك والضام من الإطارات، بهدف منح الإطارات سهولة في الحركة وخفة في الوزن، مما يجعل من القيادة أسهل والحركة أسرع، إلا أن تعديلها هذا سبب العشرات من حوادث السير وفشلت فشل ذريع، مما دفعها لسحب تسعة ملايين إطار من مختلف دول العالم، بل وتسريح 25000 عامل، فواجهت الشركة خطر الإفلاس وتمكنت من تجاوز هذه المحنة بصعوبة بالغة.

إلا أن مصائب قوم عند قوم فوائد، فقد كانت العديد من شركات التصنيع تسعى لاستبدال الحزام الضام بنمط آخر أقل تكلفة وأعلى جودة أو استبعاد الحزام بشكل كامل، إلا أن تجربة فايرستون والكارثة المالية التي واجهتها دفعت الجميع للعدول عن هذه الفكرة، واعتبار الحزام الضام ضرورة أساسية لابد منها.

أضف رابط مقال “الفرق بين الإطارات الشعاعية والمنحازة: 3 فروقات مهمة”.

المجتمع السعودي ودوره في تطوير الإطارات:

لقد أصبحت معايير السيارات اليوم مختلفة عما مضى بشكل تام، فمعايير الماضي تعتمد على قوة المحرك ومتانة الهيكل وملائمة إطارات السيارة لجميع الطرقات، فكانت الإطارات صناعة مستقلة لا تقل بالأهمية عن عالم المحركات، إلا أن سرعة التطور الذي نشهده اليوم جعل من المعادلة أشد تعقيدات وبات فيها الكثير من التفضيلات والتعديلات.

هذه التغيرات حولت كل جزء وكل ركن من هذه الأعجوبة الميكانيكية لوحدة فريدة تحتاج لمنشأة صناعية كاملة لكل جزء منها، وباتت الرفاهية ووسائل الراحة والحماية ضرورة لا تقل بالأهمية عن باقي المعايير، ومن هنا تحولت صناعة الإطارات لبحر مترامي الأطراف.

والغريب في الأمر أن المجتمع السعودي بشكل خاص وسكان الخليج بشكل عام، وضعوا شركات السيارات أمام تحديات كان لابد من إيجاد حل لها لدخول هذا السوق الغني والمتطلب، ومن هذه التحديات:

  1. درجات الحرارة المرتفعة التي تؤثر على ضغط الهواء وتمدده في الإطارات، وأيضاً المواد الأولية المستخدمة في صناعة وتشكيل الإطار.
  2. التنوع الكبير في الطرقات بين المسفلتة والطرق الرملية التي تتطلب تصميماً خاصاً بها.
  3. اهتمام المجتمع السعودي والخليجي بسيارات الدفع الرباعي وسيارات “البيك أب”، التي تحتاج لإطارات ذات جودة عالية.
  4. المسافات الشاسعة وبالتالي تآكل الإطارات بوقت أسرع، أي أن المجتمع السعودي يحتاج لإطارات ذات كفاءة عالية تبقى فعالة أطول فترة ممكنة.

أضف رابط مقال: “أهمية الصيانة الدورية للإطارات وكيف تؤثر على كفاءة أسطولك

  • النقطة الأخيرة وهي أن المجتمع السعودي والخليجي يعتمد على النفط بشكل أساسي كدخل قومي في ذلك الوقت، وإنتاج النفط يحتاج لمعدات وآليات ثقيلة للنقل، وفي حال تمكنت الشركات العالمية من دخول هذا السوق ضمنت مصدر دخل كبير ومتنامي.

لذلك من هذه النقاط الخمس بدأ السباق بين شركات الإطارات.

كيف نجحت صناعة الإطارات في المجتمع السعودي والخليج:

أي إطارات سترسل لمجتمع اختار من اللاندكروزر عشق لها!؟ إن العلاقة بين سيارات الدفع الرباعي والمجتمع السعودي والخليجي علاقة وثيقة، فدول الخليج هم في المرتبة الأولى في سوق سيارات الدفع الرباعي SUV، وبالتالي تميزت السيارات المصدرة لدول الخليج بإطارات فريدة تتناسب مع بيئاتها المختلفة، ومع النهضة الفكرية والعلمية التي شهدتها المنطقة، ورؤية 2030 التي أعلن عنها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، هذه التغيرات فرضت على المجتمع السعودي نمطاً وسلوكاً اقتصادي مختلف، فكان لابد من التحول من سوق مستهلك لسوق منتج، لتكون شركة “دربك” من الشركات الرائدة في سوق لطالما احتكره الغرب والشرق لسنوات طويلة، ولكن ما هو دربك؟ وإلى أين سنصل؟

لا تسعى دربك للمنافسة وإنما للتحسين:

لقد اختارت شركة دربك أن تخوض غمار أعتى تحدٍ في عالم النقل وصناعة الإطارات، فقد صبت جل تركيزها واهتمامها على سيارات النقل الكبيرة والشاحنات، فقد كان المجتمع السعودي بحاجة لحلول داخلية، حلول يبتكرها أبناء هذا الوطن لتجاوز أي تحدٍ يعترض طريقه، فمهما سعت الشركات الأوروبية والأسيوية والأمريكية لتطوير صناعتها وتحقيق مطالب المجتمع السعودي، يبقى أهل مكة أدرى بشعابها.

لذلك كان لابد من مصنع وطني يعنى بالتحديات التي تواجه صناعات الإطارات وتمكن من تجربتها ودراستها عن قرب، وبالتالي تمكن من وضع خارطة صناعية وصيغة إنتاج محلية تضاهي في كفاءتها الإنتاج العالمي، فقد صممت إطارات دربك خصيصاً للمجتمع السعودي والخليجي، وقد أثبتت كفاءتها وضاهت في جودتها الصناعات العالمية، لتكون شركة دربك مزيجاً فريد بين عراقة وجودة الصناعة السعودية والمعايير الدولية والعالمية، فتحول هدف شركة دربك من تلبية احتياجات النقل الثقيل، لشريك فاعل في الاقتصاد العالمي، هدفه قيادة صناعة لطالما قد تفرد بها الغرب لسنوات طويلة، ولكن إلى أين سنصل في هذه الصناعة العالمية؟

مستقبل الإطارات ودور شركة دربك في هذا المستقبل:

اليوم ومع بداية الألفية الجديدة انطلقت البشرية نحو المستقبل بسرعة الضوء، وبات تطوير وتحسين جوانب الحياة حاجة ملحة، ومنذ 12.000 عام والعجلات رفيق الإنسان في هذه الرحلة، إلا أن فكرتها الأساسية لم تتغير منذ ذلك الوقت، قرص دائري مثبت يساعد في التنقل والحركة، وبالرغم من جميع التحسينات والتطويرات التي طرأت عليه إلا أن المبدأ الأساسي لم يتغير، لينصب تركيز البشرية على التحسينات التي ترفع من جودة المبدأ العام للإطارات.

اليوم تم ابتكار أنماط جديدة من الإطارات المفرغة من الهواء والتي لا تحتوي على أنبوب هوائي مغلق، إلا أن هذا النوع من الإطارات لم يلقى قبولاً أو رواج بعد، إلا أنه الخطوة الأولى باتجاه تجريد الإطارات من الهواء، وفي حقيقة الأمر يعتبر هذا التقدم تقدم ثوري ولكننا ما زالنا ندور في فلك الإطارات، مما يؤكد بأن هذه الصناعة ستستمر معنا على الأقل لعام 2100.

أما حلم صناعة سيارات تعتمد على الطاقة المغناطيسية في التنقل حالها كحال القطارات السريعة، فما زال مجرد فكرة وحتى هذه اللحظة لم تستطع أي جهة أن تتقدم خطوة واحدة باتجاه هذا الهدف، في حين أن قيمة سوق الإطارات العالمي بمختلف أنواع النقل، قد تجاوزت 115 مليار دولار أمريكي، وقد حققت منذ عام 2018 نمو سنوي تجاوز 3% من قيمة السوق الإجمالية.

أما شركة دربك فقد جلعت من التطور والسعي باتجاه الكمال هدف لها، وتعمل دائماً على تطوير صناعتها الوطنية لا لتنافس باقي شركات العالم، بل لتكون شريكاً في صناعة المستقبل، فتخصصها في سيارات النقل الكبيرة والشاحنات الثقيلة يساعدها في صناعة إطارات عالية الجودة، تضاهي جميع التحديات التي تواجه هذه الصناعة، لتكون هي الخيار الأفضل والأمثل للمجتمع السعودي والخليجي.

المصادر:

  1. https://thetireterminal.com/tires/a-brief-history-of-the-automobile-tire/
  2. https://www.cewheelsinc.com/industry-news-blog/john-dunlop-charles-goodyear-history-tires/
  3. https://www.tires-easy.com/blog/tire-manufacturing/
  4. https://www.treadwright.com/blogs/treadwright-blog/the-history-of-tires?srsltid=AfmBOop9gt7sDfGkCbzMNjWEakvu7bRVMTWSa2V4na_G9K2i6oisDlCm
  5. https://www.burnettauto.com/Tire-Info/History-of-the-Passenger-Tire
  6. https://en.wikipedia.org/wiki/Tire_code
  7. https://en.wikipedia.org/wiki/Tire
  8. https://en.wikipedia.org/wiki/Wheel
  9. https://www.unitedtire.com/about/blog/articleid/7602?article=what%27s-the-difference-between-tires-and-wheels

اترك ردّاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *