كيف تؤثر كفرات الشاحنات على اقتصاد العالم؟
9 مارس، 2025
اقرأ المزيد كيف تؤثر كفرات الشاحنات على اقتصاد العالم؟تبرز القوة الحقيقية للشاحنات في إطاراتها الأمامية فهي المسؤولة عن التوجيه وتنظيم عملية السير، وتعتبر العنصر الأكثر حيوية في عملية تثبيت المركبة وتحسين جودة القيادة، وبالتحديد مع الحمولات الثقيلة والتي تعتبر الشيء المعتاد عندما يتعلق الأمر بالشاحنات، ومع الرحلات الطويلة ومواجهة درجات الحرارة العالية تبدأ جميع الإطارات بالاهتراء والتلف، ولكن الجزء الأبرز الذي يصنع فارقاً موحشاً لدى السائقين هو الإطارات الأمامية، فما إن تبدأ بالتلف حتى تصبح القيادة من أسوأ العمليات التي قد يقوم بها السائقون، زيادة ملحوظة في الاهتزازات، وضعفٌ ملاحظ في القدرة على تثبيت الشاحنة على المسار، إضافة إلى زيادة مسافة التوقف وعدم التفاعل مع أنظمة مانع الإنزلاق، كل هذه المعاناة تحدث حينما تتآكل الإطارات الأمامية للشاحنات، فيا تُرى ما هي الأسباب وراء كل هذا العناء؟ وكيف يمكننا تجنب هذا الأمر؟ كل الأجوبة التي تبحث عنها في الأسطر التالية من هذا المقال.
قبل الدخول في أسباب تآكل الإطارات الأمامية، لا بد علينا من توضيح الفرق بين الإطارات الأمامية والإطارات الخلفية، وذلك لأن الفارق بينهما جوهريٌّ في بعض الأجزاء، وهذه الفرقات تعتمد بشكلٍ بسيط على نوع الشاحنة وحجمها، ولكن بطبيعة الحال سوف نبين الفرق بين الإطارات الأمامية والخلفية من النواحي التالية:
نتيجة للتوزيع الوظيفي لكلٍ من الإطارات الخلفية والأمامية تبين لنا بوضوح أن التلف الواقع على الإطارات يختلف باختلاف موقع الإطارات، وباختلاف طبيعة مهام الإطار الرئيسية والتي ترسم نمطاً مميزاً يثبت استهلاك الإطار وتلفه وأنه قد حان أجله وقضى نحبه في الطرقات بكل شجاعة.
تعتمد الشركات على أمهر مهندسيها في تصميم الهياكل الخاصة بالإطارات، لأنها الجزء الأهم في صناعة إطارات عالية الجودة مخصصة لتحمل التحديات المناطة بكل إطار، ولأن الوظائف تختلف من إطارٍ إلى آخر يوضح لنا التصميم الهيكلي للإطارات التأثير الكبير لطبيعة تركيب الإطارت على أداءها في الطرقات.
نظراً لعمل الإطارات الأمامية على توجيه الشاحنة والإتجاه يميناً وشمالاً، فهذا الأمر ينتج عنه نمط خاص في تآكل الإطارات الأمامية، يختلف عن نظيراتها الخلفية، ويمكن تعريف نمط التآكل على أنه المنطقة التي تتعرض لأكبر نسبة من الاستهلاك والتآكل في الإطارات نتيجة الاحتكاك بالطريق، وتالياً جدول يوضح أنماط التآكل لكل من الإطارات الأمامية والإطارات الخلفية.
العامل |
الإطارات الأمامية |
الإطارات الخلفية |
التآكل النموذجي | يتركز التآكل على الحواف الخارجية والداخلية للإطارات بسبب الدوران والانعطاف المتكرر. | يتركز التآكل على مركز مداس الإطارات نتيجة للوزن الكبير للحمولة والذي يضغط الإطارات بشكل عمودي |
الأسباب الشائعة | مشاكل في ضبط المحاذاة وزوايا الإطارات مثل (camber\Toe) | مشاكل في ضغط الهواء الداخلي المنخفض والزائد عن الحاجة قد يؤدي إلى تسارع التآكل |
التأثير على السلامة | يفقد السائق القدرة على الثبات في المنعطفات | تزداد مسافة التوقف وتنخفض قوة الجر بشكل ملاحظ |
تختلف متطلبات الصيانة وفقاً لما ذكرناه سابقاً من اختلاف في التوزيع الوظيفي للإطارات وأنماط التآكل والتصميم الهيكلي المختلف، وللإطارات الأمامية احتياجات خاصة كونها المسؤولة عن توجيه الشاحنة، بينما تشترك في بقية الأمور مع الإطارات المختلفة.
الإطارات الأمامية: تتطلب الإطارات الأمامية صيانة دورية لزوايا واتجاه الإطارات، ضبط الزوايا (Alignment) يجب القيام بالفحص الخاص به كل ١٠,٠٠٠ كيلومتر، هذا في التوصيات العامة لشركات الشاحنات والإطارات، ولكن في حال حدوث اصطدام أو تعرض الإطارات لضربة شدية يجب القيام بفحص زوايا الإطارات الأمامية بشكل مباشر تجنباً لزيادة تلف الإطارات وارتفاع مستوى استهلاك الوقود.
الإطارات الخلفية: تقل متطلبات الإطارات الخلفية نتيجة للأداء الثابت وعدم تغير زوايا السير ولكن نظراً للحمولة الثقيلة يجب مراعاة ضغط الهواء الداخلي للإطارات وعدم تجاوزه الحدود المسموح بها من الشركة المصنعة للإطارات، فضلاً عن إجراء عملية تدوير الإطارات وتبديل مواقعها بشكل دوري كل ٨,٠٠٠ كيلومتر وذلك لتوزيع التآكل بشكل متساوٍ وتجنب التلف غير الطبيعي.
يمكن فهم تأثير اتزان العجلات على الإطارات من خلال فهم العلاقة الطردية بين نظام التعليق والإطارات، وذلك لأن نظام التعليق في الشاحنات يعتبر المسؤول الأكبر عن مستويات التلف في الإطارات، وذلك تبعاً لما ينقله نظام التعليق من اهتزازات وضغط غير متساوٍ وتوجيه بزوايا غير منضبطة، كل هذه المعطيات المعقدة تؤدي إلى زيادة كبيرة في مستويات التآكل غير المتساوي في المداس وبالخصوص على الحواف الداخلية والخارجية للإطارات، وقد أشارت دراسة أجراها المعهد الهندسي للنقل (ITE) إلى أن الاهتزازات غير المعالجة تُسرع تآكل الإطارات بنسبة ٣٠%، والواقع الذي يعيشه السائقون يومياً يؤكد هذه الدراسات وأن الإطارات تتأثر بشكل مباشر بـ سلامة زوايا التوجيه ونظام التعليق وجودة بقية الأجزاء المرتبطة بالشاحنة.
حلول مقترحة: يمكنك استخدام تقنيات ميكانيكية متوفرة في محلات الصيانة لضبط توازن العجلات ومحاذاة الزوايا.
يعمل ضغط الهواء داخل الإطارات على ملئ الفجوة بين جانبي الإطارات مما يوفر إسناداً قوياً هو أساس عمل الإطارات، أي اختلال في معايرة الإطارات يمكن أن يسبب تسارعاً في تآكل الإطارات، ويختلف التأثير حسب درجة النقص أو الزيادة.
تعمل الشركات المصنعة للإطارات منذ زمن على توفير الإطارات الذكية التي تحمل أجهزة مراقبة ضغط الهواء أو ما تسمى (TPMS) والتي تعمل على إرسال تنبيهات فورية عند حدوث أي تغير في ضغط الهواء داخل الإطارات.
إن ضبط زوايا العجلات أو المحاذاة بشكل غير صحيح وبدون إشراف الخبراء يؤدي بشكل مباشر إلى توزيع غير متساوٍ للوزن على الإطارات، وبذلك يزداد الضغط على إطارٍ واحد دونما سواه، وهذا يسبب تآكل الإطار الذي عليه الضغط، وتشمل عملية ضبط زوايا الإطارات كلاً من زاوية الميل (Camber) وزاوية الانحراف (Toe)، وفي حالة اختلال زاوية الميل فإن أحد جوانب الإطار سوف يتعرض لضغط زائد وبشكل حاد، مما يزيد من تسارع عملية التآكل والتلف خصوصاً مع السرعات العالية والطرق الوعرة، بينما في حالة حصول خلل في زاوية الانحراف فإن التأثير يقع على درجة تلامس الإطار مع الأسفلت أثناء القيادة، مما يُحدث نمطاً جديداً للتآكل غير المتساوي والذي بدوره يزيد من مخاطر فقدان السيطرة على المركبة وصعوبة في تثبيت عجلة القيادة، لذلك يجب إجراء فحوصات منتظمة لـ محاذاة العجلات وتصحيح الزوايا لتجنب مشاكل التآكل غير المتساوي الذي يؤثر على السائقين من حيث السلامة والاقتصاد.
تحمل الإطارات الأمامية أوزان المحرك وملحقاته والتي تكون عادة ٢٥% من وزن الشاحنة بينما تتركز أوزان الحمولة على الإطارات الخلفية وهذا يُحدث اختلافاً في التوازن والذي يجب ترتيب الحمولة بالشكل الذي يجعل الوزن متوازن ومقسّم على جميع الإطارات، فعندما يتم تحميل الشاحنة بأوزان أعلى مما هو مقرر في ارشادات السلامة ويفوق قدرة الإطارات الأمامية على التحمل، تتزايد سرعة التآكل وترتفع مخاطر انفجار الإطارات بشكل مفاجئ، وللحفاظ على الإطارات الأمامية والخلفية بالحالة الأفضل وإطالة عمر الاستعمال يجب الالتزام بالحدود التي تضعها الشركات المصنعة ودوائر المرور وتطبيق تقنيات توزيع الحمولة بشكل متساوٍ، هذا كله يساهم بشكل كبير في تحسين تجربة القيادة وتجنب المشاكل التقنية ومشاكل اهتراء الإطارات الأمامية بوقت مبكر.
ومن التقنيات المستخدمة في توزيع الحمولة بشكل متساوٍ ما يلي:
1- استخدام خلايا الحمل وأجهزة الاستشعار: تعمل خلايا الحمل على قياس وزن الحمولة والتأكد من توزيعها بالتساوي على جميع محاور الشاحنة ويمكن اعتماد هذه الأجهزة لأنها توفر قراءات دقيقة وتسهّل ضبط الحمولة وتوزيعها، إضافة إلى إمكانية استعمال تقنية ( LiDAR) لقياس سعة الحمولة وتوزيع الوزن بدقة عالية مما يساهم في تطوير كفاءة العمل اللوجستي وتقليل الأخطاء البشرية.
2-الالتزام بالإرشادات الخاصة بتوزيع الحمولة: لضمان توزيع متساوي على جميع جوانب الشاحنة يجب معرفة وإتباع الإرشادات التي تقدمها الشركات المصنعة للشاحنات والإطارات إضافة إلى التوعية التي تعمل عليها دوائر المرور والهيئات المختصة بهذا الشأن، ومما توصي به هذه الجهات؛ وضع الأوزان الثقيلة في منتصف الشاحنة باتجاه الخلف لتقليل تأثير الحمل على توجيه الشاحنة، وفي حال كانت الحمولة كبيرة يفضّل تقسيمها إلى أجزاء وترتيبها بشكل يضمن المحافظة على البضاعة وعدم الإخلال بالتوازن.
3- استخدام معدات الربط والتثبيت: تعتبر الأربطة والأحزمة والحواجز الخشبية الأدوات الأساسية لتثبيت الحمولة وتوزيع الأوزان ومنع حركتها أثناء السير، مع الأخذ بالحسبان المطبات التي تتعرض لها الشاحنات والمنعطفات الحادة، بهذه الأدوات يمكن ضمان استقرار وثبات الشاحنة والحمولة.
4- برامج المحاكاة الحاسوبية: يمكن الاستفادة من برامج المحاكاة الحاسوبية لتوزيع الحمولة بشكل افتراضي ومعرفة الطريقة الأفضل والأكثر فاعلية لتثبيت الحمولة وتحسين أداء الشاحنة أثناء الرحلة، هذه البرامج يمكنها تقديم رؤى وحلول للأوزان الكبيرة وإمكانية توزيعها وترتيبها وفقاً للحجم والوزن والشكل إضافة إلى فئة الشاحنة ونوعها وحجمها وقدرتها على التحمل.
"معلومة: الفرملة المفاجئة ترفع درجة حرارة الإطارات إلى ١٢٠ درجة مئوية في ثوانٍ قليلة.
- الجمعية الأمريكية للشاحنات ATA "
عادات القيادة الجيدة والسيئة لها التأثير الأهم على تآكل الإطارات الأمامية بالتحديد، ولكن عندما يمارس بعض السائقين أسلوب القيادة العدوانية المعتمد على الانعطافات الحادة والسريعة والفرامل المفاجئة، ينتج عن هذه الممارسة كمية كبيرة من الضرر على الإطارات من جهة وعلى نظام التعليق من جهة أخرى، وكون الإطارات الأمامية هي المسؤولة عن التوجيه فهذا يجعلها في أعلى مستويات التعرض للتلف والضرر، وذلك لأن الانعطافات تركز الضغط على جهة واحدة من الإطار وكذلك عمليات الفرملة تتركز على جزء معين من المداس مما يسرع من تآكل هذه الأجزاء ويزيد من سرعة ظهور علامات تلف المداس المبكرة، إن الاعتماد على أُسلوب قيادة سلس وهادئ يجنّبك العديد من الحوادث والزيارات إلى مراكز الصيانة مع المحافظة على الإطارات الأمامية والخلفية وإطالة عمر استعمالها بشكل كبير.
تلعب طبيعة البيئة المحيطة وتضاريس الطرقات المختلفة دوراً هاماً في التأثير على تآكل الإطارات الأمامية كونها أول من يستقبل التضاريس الوعرة، وبما أن الإطارات الأمامية تعتبر الوسيلة الرئيسية لتوجيه الشاحنة فإنها تواجه تحديات كبيرة مع التضاريس والطرقات الطينية والمبللة وذلك كونها تتعرض لضغطٍ غير مستقر نتيجة الانعطافات والتعامل مع المطبات مما يساهم في تآكلها بشكل أسرع من المعتاد على الطرقات المستوية، كما أن القيادة على طرقات غير ممهدة يجعل من الصعب السيطرة على الحمولة وتوزيعها والمحافظة على توازنها مما يجعل الإطارات جميعها في حالة من الفوضى، بينما توفر الطرق الممهدة والمستوية ظروفاً أكثر توافقاً مع الإطارات كونها تقلل من الإجهاد الميكانيكي على الإطارات، ويسهل عليها توزيع الحمولة والضغط بشكل مستقر أكثر، وأخيراً فلا بد من توخي الحذر عند القيادة على الطرق غير الممهدة والتضاريس الصعبة لتجنب حدوث أضرار على الشاحنة والإطارات.
الخاتمة
إن العناية بالإطارات تأتي كـ أهم الأمور التي يجب على السائقين مراعاتها والالتزام بها بشكل دوري، وبالتحديد عندما يتعلق الأمر بالإطارات الأمامية للشاحنات فإنها تحتل الأهمية الأبرز في التأثير على أداء الشاحنة من حيث الحمولة والسير على الطرقات السريعة، وهذه الخطوات البسيطة التي تعلمناها في هذا المقال يمكن اعتبارها استثماراً حقيقياً لأنها تقلل من نسبة استهلاك الإطارات وتقليل تكاليف الصيانة الدورية وتجنب الحوادث والمشاكل الميكانيكية.
للمزيد من المعلومات يمكنك قراءة المراجع والمصادر:
9 مارس، 2025
اقرأ المزيد كيف تؤثر كفرات الشاحنات على اقتصاد العالم؟8 مارس، 2025
اقرأ المزيد علامات تدل على تلف الإطارات (الكفرات)8 مارس، 2025
اقرأ المزيد كيف تحد من تآكل الإطارات وتطيل عمرها الافتراضي؟