على الطرقات الطويلة وبين المدن والحدود الدولية، تسير شاحناتٌ ضخمة تحمل على عاتقها شريان التجارة العالمية، والرابط القوي بين محركاتها الضخمة والحمولة الثقيلة هو أداة بسيطة تسمى “الإطارات”. هذه القطع المطاطية دائرية الشكل ليست مجرد وسيلة لتحريك الشاحنة، بل هي العنصر الرئيسي الذي يربط الآلة العملاقة بالأرض الإسفلتية، ولأن الشاحنات من أهم وسائل النقل التجاري، سعت العديد من الشركات منذ الفجر الأول لولادة الإطارات إلى تطوير التراكيب الأساسية لصناعة الإطارات وبدأ التاريخ يسجل التطورات الحاصلة في هذا القطاع على أنها طفرة في الآلة بشرية الصنع، وفي هذا المقال سنتتبع تطور إطارات الشاحنات عبر التاريخ ونسلط الضوء على أهميتها البالغة، مع التركيز على الإجابة عن الأسئلة المهمة التي يطرحها الناس حول الإطارات ومتى تحتاج إلى التغيير؟ وكيف يمكن اختيار الإطار المناسب، والعديد من الأسئلة التي يبحث عنها السائقون وملاك الشاحنات والأساطيل اللوجستية.
إذا أخذنا نظرة خاطفة على بداية اكتشاف الإطارات، سنجد أنه في القرن السابع عشر ازدهرت التجارة بين البلدان وصارت العربات التي تجرها الخيول من أهم العناصر في النقل التجاري، ولأن العربات خشبية فهي بحاجة إلى عجلات من مواد أقوى من الخشب لـ تتحمل الأوزان التي على ظهور العربات، فكانت أولى الأفكار هي صناعة إطارات خشبية مغلفة بالحديد، ولكن كانت قاسية جداً وغير مريحة في تحمل العثرات، وفي الأعوام التالية من هذا القرن التاسع بدأ “روبرت تومسون” تجارب على صناعة الإطارات الهوائية، لكن الإطار الذي صنعه “روبرت تومسون” باهظ الثمن وغير عمليّ ولكن بعد سنوات وبالتحديد في 1888م طلع نجم “جون بويد دنلوب” بعد أن قام بـ إضافة بعض التطويرات والتعديلات واستمر الإطار الهوائي في الساحة إلى زمننا الحاليّ.
تاريخ الكفرات في العالم
في ثلاثينيات القرن العشرين، ظهرت إطارات هوائية تُعرف بـ “الإطارات الشعاعية” (Radial Tires) والتي عملت على تصميمها شركة ميشلان، وهذا النوع من الإطارات أحدث ثورة عالمية في مجال النقل اللوجستي، خاصة في الشاحنات الثقيلة والمعدات الإنشائية الضخمة، ولكن الإطارات الشعاعية لم تولد هكذا فجأة بدون سابق إنذار؛ وإنما كانت نتيجة لتجارب سابقة بدأت مع المهندس الاسكتلندي “روبرت تومسون” والذي سجل أول براءة اختراع للإطار الهوائي، ولكن كالعادة الاختراعات الجديدة لا تلقى رواجاً وخاصة أن تكلفة إنتاج إطار تومسون كانت عاليةً جداً مع التطبيقات المحدودة لعمل هذا الإطار.
بعد أكثر من أربعين سنة، وبالتحديد في العام 1888م ظهر اسمٌ جديد في مجال الإطارات وهو الطبيب البيطري “جون بويد دنلوب” ودخوله مجال صناعة الإطارات كان غريباً بعض الشيء فقد كان سبب دخوله هذا المجال هو أن ابنه كان يعاني من صعوبة في قيادة الدراجة على الطرق المعبدة الصلبة، فـ استلم “دنلوب” من تجربة “طومسون” وقام بابتكار إطار هوائي مخصص للدراجات، وبشكل ما كان هذا الإطار عملياً جداً ومناسباً للدرجات الهوائية ، مما جذب العديد من الناس إلى هذا المنتج وفي عدة سنوات أصبحت إطارات دنلوب شائعة وبدأ استخدامها في العربات ولاحقاً في المركبات الصغيرة بعدما أثبتت نجاحها الباهر.
مع بداية ظهور المحركات الكبيرة بدأ التركيز على توفير إطارات قادرة على تحمل أوزان هذه المحركات، وتدريجياً مع شيوع استخدام الشاحنات الكبيرة في النقل البري، صارت الحاجة ملحة لتطوير الإطارات، فـ بدأ المهندسون بـ استخدام المطاط الطبيعي باعتباره مادة أساسية، ولكنه لم يكن بتلك الصلابة التي تتحمل الضغط العالي مع مرونته العالية إلا أنه يحتاج إلى درجة معينة من الصلابة، أدت هذه المشكلات إلى توفير منتج جديد يسمى بـ “المطاط الصناعي” وهو ببساطة مطاط طبيعي مخلوط مع مواد صلبة أخرى تعمل على زيادة صلابة المطاط وجعله مقاوماً للتآكل وقابلاً لحمل أوزان كبيرة لم يكن يَحلُم انسان القرن العشرين بحملها ونقلها بهذه السهولة.
واستمرت الحملات الابتكارية حتى منتصف القرن العشرين، فقد قامت الشركات المصنعة بإضافة مواد جديدة مثل النايلون والبلاستيك والبوليستر إذ أنها كانت رائجة بشدة في تلك الفترة، ولها ميزات حصرية مثل المرونة العالية والمتانة الشديدة فهي قابلة للشد والضغط، كما تم العمل على تطوير إطارات مقاومة للثقوب وإطارات يمكنها تحمل الأحمال في حالة فقدان الضغط الهوائي (Run- Flat Tires) وها نحن في العام 2024م وما زالت الابتكارات مستمرة في عالم صناعة الإطارات.
مراحل تطور الإطارات عبر التاريخ
حالة التطور | الحقبة الزمنية |
إطارات صلبة تعتمد على المطاط الطبيعي. | 1900-1920 |
ظهور الإطارات الشعاعية وزيادة كفاءتها. | 1930-1950 |
إدخال تقنيات الحزام الصلب لتحسين التحمل. | 1960-1980 |
استخدام التقنيات الرقمية لتصميم إطارات ذكية. | 1990-2020 |
إطارات الشاحنات الفترة الحالية لم تعد مجرد مطاطٍ وهواء، بل أصبحت عالماً ميكانيكياً كاملاً يعج بالتفاصيل والعمليات المعقدة، فالتراكيب الداخلية للمطاط قد تغيرت وأصبحت تقوى بمواد جديدة، وإضافة الحساسات الدقيقة التي تكشف حالة الإطار بشكل مستمر، ورُبما كانت إطارات الشاحنات باباً واسعاً لتطوير إطارات المركبات الفضائية التي تعمل عليها كلٌّ من (ناسا) و (سبيس إكس) حيث أن التركيز اليوم على توفير إطارات ملائمة لتحديات البيئة المريخية الصعبة وانعدام الجاذبية، مما جعل مجال صناعة الإطارات متقدماً بشكل كبير في السلامة والأمان وتوفير كفاءة أعلى وجودة أفضل.
متى تحتاج إلى تغيير الكفرات؟
تعمل إطارات الشاحنات تحت أقسى الظروف المناخية، وفي أعلى مستويات الضغط تحمل أوزاناً عالية وتسير لمسافات طويلة، كل هذه التحديات تتطلب قوة عالية وقدرة على التحمل رُبما لم نصل إليها إلى اليوم، هذا جعل الإطارات سلعة استهلاكية يجب استبدالها فور تلفها أو انتهاء صلاحيتها، ويبقى السؤال البارز في هذا المشهد؛ لماذا تنتهي صلاحية الإطارات؟
لماذا تنتهي صلاحية الكفرات في مدة محددة؟
إطارات الشاحنات ليست مجرد دوائر مطاطية؛ إنها في الحقيقة مركبات معقدة مصنوعة من تراكيب مختلفة، تعمل جميعها معاً لتحمل الأحمال الهائلة والظروف الصعبة، حيث أنها مكونة من طبقات من المواد الصلبة والمواد المعززة للمطاط، لكل هذه المواد تاريخ صلاحية فهي مواد كيميائية تفسد مع استمرار تعرضها للهواء والشمس والأشعة فوق البنفسجية، بفعل كل هذه العوامل يهترئ الإطار تدريجياً في مدة معينة يتم قياسها من خلال اختبارات مستمرة على الإطارات لتقدير العمر الافتراضي للإطار، فيمكن القول بأن المواد المكونة للإطار لها تواريخ صلاحية معينة ستفسد الإطارات فيها حتى مع عدم الاستخدام المكثف، إن الإطارات مواد استهلاكية يجب استبدالها فور انتهاء صلاحيتها لئلا تحصل حوادث من قبيل انفجار الإطارات أو ما شابه ذلك، أو حتى انخفاض مستوى الأداء العام للإطار على الطرقات.
التدهور الكيميائي بفعل الزمن
يحتوي المطاط المستخدم في تصنيع الإطارات على مكونات كيميائية، مثل الزيوت والمطاط الصناعي ومركبات الكربون الأسود والتي تعتبر المكونات الرئيسية لكل الإطارات تقريباً، مع مرور الوقت، تبدأ هذه المركبات بالتفاعل مع الأوكسجين في الجو وتتأثر بتغييرات درجات الحرارة في الطريق وفي المخازن، أضف إلى ذلك تأثيرات الرطوبة، والتي تجعل الهيكل الداخلي أكثر هشاشة وأقل مرونة وقدرة على التحمل، تستمر عملية الأكسدة في مكونات الإطار (والأكسدة تحصل عموماً في اي مكون كاربوني) وبالتالي سوف تضعف قابلية هذه المكونات على أداء مهامهّا الوظيفية، ولهذا فإن الشركات عملت على تحديد عمر افتراضي يتم تحديده بموجب اختبارات معينة تجريها الشركة، عادة ما تكون أعمار الإطارات الجيدة ما بين 5-7 سنوات ولكن تختلف هذه المدة وفقاً للظروف التي تسير فيها الإطارات ووفقاً لأسلوب القيادة الذي يتبعه السائق ومدى توفر الصيانة الدورية.
تأثير الظروف البيئية والاستخدام اليومي
بشكل طبيعي فالظروف التي تتعرض لها الإطارات أثناء القيادة تساهم بشكل حاسم في تحديد أعمار الإطارات وقدرتها على الاستمرار بالعمل، وذلك لأن الإطارات مصنوعة من مواد مرنة تتأثر بالحرارة والرطوبة والهواء، ويمكن إعتبار الحرارة العامل الأكثر ضرراً على الإطارات، حيث أنها تساهم في تفكيك تراكيب الإطار وتمدد الهواء داخله مما يزيد من مستوى الضغط وبالتالي حدوث تشوهات في الطبقات الداخلية للإطار، وهذا الأمر يمكن أن يجعل الإطار أسرع في التدهور من غيره، إضافة إلى العوامل الأخرى مثل التفاعلات الكيميائية التي تحصل بين المطاط والأوكسجين وعمليات التأكسد المستمرة والتي تنخر الإطار نخراً وتسبب تشققات قوية، مع أن الاحتكاك الشديد يؤدي إلى تآكل النقشة الخارجية إلا أن الأشعة فوق البنفسجية أخطر من ذلك لما تفعله في طبقات المطاط الخارجية التي تتفكك بسبب التفاعلات الفيزيائية الحاصلة نتيجة تعرض المواد للأشعة فوق البنفسجية بشكل مستمر، حتى في الحالات التي تكون نقشة الإطار فيها سليمة نسبياً، فإن الإطارات المعرضة لهذه الظروف القاسية يمكن أن تكون غير آمنة البتة للسير على الطرقات السريعة خاصة في الحمولات الضخمة ذات الأوزان العالية، أو الرحلات الطويلة والدولية.
العمر الافتراضي مقابل الاستخدام
يمكن اعتبار العمر الافتراضي للإطارات، الحد الفاصل بين تفكك جزيئات الإطار وبين استمرار تماسكها، حتى مع الإطارات المخزنة فالعمر يصنع تأثيره على المواد في كل الأحوال، مما يجعل هذه الإطارات منتهية الصلاحية غير آمنة وغير مسموح لها بالسير على الطرقات الدولية والمحلية، وكما أشرنا سابقاً أن المواد الداخلية هي التي تتآكل بمدة معينة فهذا التآكل له نتائجه الظاهرة على أداء الإطارات وقابلية استخدامها على الطرقات، ومن المشكلات التي تواجه السائقين بعد مرور مدة صلاحية الإطار؛ تزايد معدل الصيانة الدورية إذا أن الإطار يصبح أكثر عرضة للثقوب والتصدعات، ومع مرور الوقت يشعر السائقين بعدم القدرة على التحكم الكامل بالإطارات نتيجة تآكل المداس بشكل سريع نتيجة انتهاء صلاحية المواد التي تحمي طبقة المداس من التآكل السريع، كل هذه المشاكل والعوائق تجعل من الإطارات منتهية الصلاحية ذات خطورة عالية على الطريق مع عدم توفير سلاسة القيادة وضعف التفاعل مع الشاحنة ونظام التعليق وأنظمة الفرملة.
جدول يوضح مدى تأثير العوامل الخارجية على الإطارات
العامل المؤثر | التأثير على الإطار | نتيجة التدهور |
الأكسدة والتفاعلات الكيميائية | تلف المطاط وفقدان المرونة. | تشقق الهيكل وضعف الأداء. |
التعرض للحرارة العالية | رفع مستوى ضغط الإطار وتسريع التفاعلات الكيميائية. | تلف الطبقات المركبة الداخلية. |
الأشعة فوق البنفسجية | تكسير الطبقة الخارجية للمطاط. | زيادة التشققات السطحية. |
التآكل الناتج عن الاحتكاك | تآكل نقشة المداس بشكل حاد. | فقدان الثبات والتماسك على الطريق. |
التخزين غير السليم | تعرض المواد للرطوبة أو للحرارة. | ضعف بنية الإطار العامة وتسرب الهواء. |
كيفية فحص تاريخ صناعة الكفرات؟
فحص تاريخ صناعة الإطارات وتاريخ انتهاء صلاحيتها من أهم الخطوات للمحافظة على السلامة والأمان، فضلاً عن ذلك فهذه الخطوة تعد أمراً لا يمكن للسائقين تجاهله لأنه قد يسبب حادثاً مروعاً للشاحنة وبالتالي خسائر لمالك الشاحنة أو الاسطول اللوجستي، وفي هذه الفقرة ننوه إلى أمرٍ مهم وهو خطورة شراء الإطارات المستعملة ومنتهية الصلاحية، فهي أشبه بشراء حادث مروع وهذه العملية الشرائية ممنوعة في المملكة العربية السعودية، ويعرض هذا الفعل البائع والمشتري للمسائلة القانونية، تالياً تستطيع اتباع هذه الخطوات لمعرفة تاريخ صناعة الكفرات.
1. البحث عن رمز (DOT)
لفحص تاريخ صناعة الإطار نبدأ بالبحث عن رمز (DOT) وهو اختصارٌ لـ “Department of Transportation” وهذا الرمز موجود على جانب كل إطار ويحتوي على معلومات مهمة جداً تفيد في تحديد تاريخ إنتاج هذا الإطار.
كيف تقرأ رمز (DOT): يتكون الرمز عادة من 11 – 12 خانة، إذ أن الأرقام الأربعة الأخيرة تشير إلى تاريخ التصنيع، وعلى سبيل المثال إذا كانت الأرقام الأربعة الأخيرة هي(4202) فهذا يعني أن الإطار قد تم انتاجه في الأسبوع الثاني والأربعين 42 من العام 2002م؛ فـ الرقمان الأولان من جهة اليسار يشيران إلى الأسبوع الذي تم فيه إنتاج الإطارات، بينما الرقمين الأخيرين من جهة اليمين يشيران إلى العام وبهذه الطريقة: (2002=02) (2024=24) (2020=20) وهكذا في مختلف السنوات مع الإشارة أن العام يحتوي على 52 اسبوعاً.
ملاحظة إضافية: قد تجد قبل الرقم الرباعي الأخير أحرفاً أو رموزاً تشير غالباً إلى “كود” المصنع ونوع الإطار، لذا يفضّل أن تراجع طرق قراءة الرموز التي على الإطارات من المقال التالي: (كيف تختار إطار شاحنتك؟)
2.فحص مؤشر التآكل (TWI)
يحتوى كل إطار على نتوء جانبي يعرف باسم (TWI) وهو اختصار للمصطلح الإنكليزي “Tread Wear Indicator” وعمله يقتضي تحديد مستوى تآكل الإطارات مما يساهم في تحديد الوقت المناسب لاستبدال إطارات الشاحنات.
- كيف يتم استخدام مؤشر (TWI)؟
هذا المؤشر يبرز على شكل نتوء على جانب الإطار، مما يسهل عملية مراقبته، فعندما يكون مستوى بروز المؤشر مساوياً لسطح الإطار فهذه دلالة صارمة على وجوب استبدال الإطار فوراً، لأن زوال المؤشر يعني أن عمر الإطار انقضى ولم يتبقى سوى فترة مخيفة، يكون فيها مؤشر الخطورة بأعلى مستوياته.
يفضّل فحص هذا المؤشر بانتظام، وبشكل خاص في الرحلات الطويلة، لما له من تأثير كبير على أداء الإطارات أثناء السير لمسافات طويلة، أو في الظروف البيئية السيئة، فالواجب على السائقين تفحص هذا المؤشر بعناية لضمان السلامة أثناء القيادة سائلين الله أن يحفظنا وإياكم.
3.فحص العلامات الخارجية للإطار
معرفة حالة الإطارات لا يعتبر صعباً إذ ما نظرنا إلى كثرة العلامات الخارجية، التي يسهل ملاحظتها ببساطة من خلال فحص الإطارات يدوياً والبحث عن تشققات وانتفاخات وأي أثر مريب على الغلاف الخارجي للإطار، هذه العملية ذات أهمية عالية لأن المشاكل التي تطفو على السطح هي المشاكل الكُبرى التي يجب العمل على إصلاحها أو استبدال الإطار في أقرب وقت.
- ابحث عن العيوب!
تحقق من وجود التشققات الجانبية والداخلية من خلال مسح الإطار باليد، ويمكن تفحص تسريب الإطار عن طريق وضعه في حوض مائي وهذه الطريقة شائعة بشكل كبير، إذا لاحظت وجود علامات تشقق كثيرة ويصاحبها تسريب للهواء، فهذا الأمر يستوجب تدخّلاً سريعاً لتجنب المتاعب.
- التآكل غير المتساوي
في حالة فحص المداس يدوياً قد تلاحظ وجود مناطق ملساء أكثر من غيرها، أو تكون أقل سمكاً من المناطق الأخرى، نعم، هذا ما يسمى بالتآكل غير المتساوي، والذي يحدث نتيجة لمشاكل في المحاذاة أو ضغط الهواء الخاطئ، وقد تكون المشكلة متعلقة بتوزيع الحمولة على الشاحنة، وبشكل عام التآكل غير المتساوي من أخطر المشاكل في الإطارات لأنه يصنع منطقة ضعيفة أمام الضغط، بالتالي قد ينفجر الإطار بشكل مفاجئ، لذا من الواجب على السائقين أن يراعوا ذلك لتجنب المشاكل التي لا يمكن السيطرة عليها.
كيفية اختيار الكفرات المناسبة للشاحنات؟
مع ما ذكرناه سابقاً من تأثيرات انتهاء صلاحية الإطارات، ومن خلال معرفة رحلة تطور الإطارات في العالم، منذ نشوء أول “كفر” إلى اليوم والكفرات تتباين في أنواعها وخصائصها المختلفة، ولأن الشاحنات تطورت بدورها لتواكب متطلبات العصر التقنية، كان لزاماً على السائقين أن يعتنوا باختيار الكفرات الأكثر تناسباً مع شاحناتهم وسياراتهم، ولكي يتمكن السائقون من اتخاذ القرار المناسب، لا بُد من وضع العوامل المؤثرة في الاعتبار، فضلاً عن تحديد بيئة العمل ونوع الطرقات التي سوف تسلكها الشاحنة خلال رحلاتها، بعد هذا كله يأتي النظر إلى الأحجام والقياسات المثبتة على الإطارات القديمة أو في “كاتلوج” الشاحنة، وفي شركة دربك هناك العديد من أنواع الكفرات والدعسات بـ أنماط مختلفة ومميزات حصرية، ولتسهيل عملية اختيار الكفرات الأفضل والأنسب لشاحنتك عليك مراعاة النقاط التالية:
أولاً: نوع الكفرات
تختلف أنواع الكفرات المتاحة في الأسواق السعودية، ولكل نوع غرض معين صُمم من أجله، وعلى عجالة نستعرض هنا الأنواع الأكثر شهرة والتي يجب أن تكون في الاعتبار.
- كفرات جميع التضاريس(All-Terrain Tires): هذا النوع من الكفرات يوفر توازناً عالياً بين الأداء على الطرق المستوية والطرق الوعرة، وبالطبع هنا نقصد الوعرة بشكل قليل لا الطرق الجبلية ولا الرملية لأن تلك الطرق لها كفرات مخصصة أكثر قدرة على التعامل مع هذه التحديات، ولكن في حالة شاحنات النقل التجاري فهذا الخيار مناسب جداً، لما يوفره من مرونة في التعامل مع التضاريس الاصطناعية والمطبات وغيرها.
- الكفرات الشتوية: بالنسبة للمملكة العربية السعودية فهناك العديد من المناطق الشمالية والساحلية التي تنخفض فيها درجات الحرارة ليلاً وفي فصل الشتاء لدرجات متدنية جداً، مما يؤثر على الكفرات الصيفية والكفرات المخصصة للظروف الأخرى، ولكن إذا كان نشاط شاحنتك أو اسطولك اللوجستي في تلك المناطق فـ الكفرات الشتوية خيار ممتاز، لأنها مقاومة للثلوج والأمطار الغزيرة، بل هي مخصصة لذلك، إذ أنها مصممة لتوفر ثباتاً عالياً على الطرقات مع قنوات تصريف للمياه والسوائل تجعل مساحة الاحتكاك عالية جداً مما يعطي الكفرات قدرة عالية على الاستجابة في أصعب الظروف الجوية.
- كفرات الطرق الوعرة(Off-Road Tires): هذا النوع من الإطارات مخصص بشكل واضح للطرقات الوعرة، والتي عادة ما تكون في المناطق الإنشائية ومشاريع البناء، وتتميز بالمرونة العالية ومستوى جيد في تحمل الصدمات والمطبات، مع توفير قوة جر عالية تقلل انزلاق الشاحنة.
ثانياً: مراعاة الحمولة المطلوبة
من أهم العوامل في اختيار الإطارات، لأن الغرض الرئيسي من وجود الشاحنات هو نقل الحمولة من نقطة إلى نقطة بكل أمان، لذا يجب على السائقين مراعاة الحمولة القصوى التي تتحملها الشاحنة وبالتالي انتقاء الكفرات التي تحمل أوزاناً مطابقة، هذا الأمر يوفر توازناً عالياً للحمولات الثقيلة ويمنع الشاحنة من الانحراف عن المسار، وبشكل عام مع اختيار كفرات متوافقة في الحجم وقدرة التحمل فهذا يحسّن من أداء الشاحنة على الطرقات السريعة.
ثالثاً: اختيار الشركات الموثوقة
عند البحث عن شركات الإطارات في المملكة العربية السعودية، يبرز نجم ساطع يوفر أفضل المنتجات الأصيلة والتي تحمل عبق التراث السعودية، مع التصاميم والأنماط المخصصة لبيئة المملكة العربية السعودية مع السعي لتوفير أعلى مستويات الجودة والكفاءة، مع توفير الضمانات السنوية على جودة وكفاءة الكفرات وهذا الضمان دليل على قوة منتجات شركة دربك.
من الكفرات المميزة لشركة دربك:
- دعسة ثبات: بكل ثبات تنطلق بهدوء لتوصلك إلى وجهتك، هذا الأداء العالي جاء مصاحباً لـ تصميم فريد لـ دعسات الكفر مما أعطاه قوة ثبات عالية على الطرقات المستوية، مدعمة بنظام خاص لطرد الحصى من الأخاديد والشقوق، مع طبقات متراكبة مع المطاط الطبيعي لتضفي على دعسة ثبات قوة ومتانة في مواجهة أقسى الظروف.
- دعسة خطوط: الشريك المثالي للرحلات الطويلة، بقوة عالية ومتانة فريدة يمكن أن نقدم لك “دعسة خطوط” على أنها الكفر المثالي لـ التنقل بين المدن والبلدان المجاورة، مع مرونة عالية في تحمل الرحلات البعيدة، حيث أنها تأتي بأربع طبقات متراكبة من المواد الصلبة المعززة للمطاط، مما يجعل هذا الكفر أكثر قوة في الطرقات الطويلة وخطوط النقل التجاري.
- دعسة طويق: الكفر الأبرز في الطرقات الوعرة والجبلية، ولهذا يُشار إليه بـ اسم جبل الطويق معلناً عن القوة والهمة العالية المتوافقة مع رؤية المملكة العربية السعودية ٢٠٣٠، ويأتي هذا الكفر بهيكل معزز بالمواد الصلبة، مما يمكنّه من تحمل الضربات القوية والمطبات الصعبة، مع تصميم لا يقل تميزاً عن غيره يوفر إمكانية عالية في تثبيت الكفر على الطرقات الصخرية والجبلية.
حقائق تاريخية عن الإطارات :
- في العام (1911) أطلقت شركة “BF Goodrich” أو إطار مطاطي مقوى بالأسلاك المعدنية للشاحنات، والذي أدى بدوره إلى زيادة الأحمال التي تنقلها الشاحنات بفضل قوة هذا الإطار على تحمل الضغط العالي.
- خلال الحرب العالمية الثانية، كان العالم يعاني من نقص في المطاط الطبيعي مما دفع المهندسين إلى تطوير بدائل صناعة مختلفة مثل: مطاط البوتادين والذي يستخدم إلى اليوم في صناعة إطارات الشاحنات الكبيرة.